بأناملها تحافظ على إرث فني يواجه الزوال المالكية
تتعمق قمرية في تفاصيل صغيرة خلف آلة النول المصنوعة من الخشب لترسم نقوشاً جميلةً بمختلف الألوان على سجادة تستغرق أسابيع من العمل.
تعمل منذ 30 عاما ً في صناعة السجاد اليدوي، وهي كردية في العقد الخامس من العمر، من منطقة كوجرات التابعة لمدينة ديرك(المالكية) شمال شرقي سوريا، تؤمن بهذا العمل لقمة عيشها إذ ليس لديها معيل.
وفي لقاء أجرته مراسلة أطياف مع قمرية تقول: “ورثت أنا وشقيقتي هذه المهنة من والدتي وجدتي عندما كنا أطفالاً ومن ذلك الوقت حتى الآن نمارس هذه المهنة رغم صعوبتها”، وأشارت إلى أنّهم يواجهون مصاعب كبيرة كآلام في الساق والظهر وضعف في نظر العين بسبب الجلوس لساعات طويلة خلف آلة النول.
“معظم الأهالي في قرى كوجرات كانوا يمارسون هذه المهنة ولكن أغلبهم تخلوا عنها” تضيف قمرية وتقول إن الإقبال على شراء هذا النوع من السجاد بات ضعيفاً جداً في المنقطة مقارنة في السابق مع ظهور السجادات الصناعية الجاهزة التي تباع في الأسواق “ولكن ما زلنا انا وشقيقتي نستمر في هذه المهنة”، “كنّا نحيّك السجادات لفرش أرضيّة المنازل ولكن الطلب عليها بات معدوماً، من يشتري هذه السجادات اليوم بهدف الزينة أو الصلاة فقط”.
تعتبر صناعة السجاد اليدوي إحدى أقدم الحرف التي عرفها الإنسان وفي نفس الوقت إحدى المهن الشاقة لأنها تتطلب مهارة فائقة وإتقان وتركيز لاعتمادها على نقوش دقيقة، وهي تشكّل إرثاً فنياً في منطقة يواجه الزوال في السنوات الأخير.
صحفيّات سوريّات من مناطق عدة أعددن هذه المادة خلال مشاركتهنّ في مشروع “بُناة السلام” الذي يهدف إلى خلق مساحات مشتركة لتعزيز الحوار (السوري-السوري).