ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيمات
في خيمة لا تتجاوز أربعة أمتار تعيش الأم حليمة وأولادها، حياة قاسية، ٣ أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تضاف إلى سجل المآسي التي تعيشها من نزوح وبعدها عن مدينتها وقلة الرعاية الصحيّة بأبنائها.
العيش داخل الخيام من أصعب التجارب التي عاشتها العوائل خلال الحرب السورية، لكن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تتفاقم في ظروف صعبة كهذه، تبدأ من قلة تأمين الاحتياجات الأساسية وتنتهي بندوب نفسية تضاف إلى معاناتهم.
تفاصيل المعاناة تلك لدى ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيمات لا تختلف عن بعضها البعض كثيراً، فئة منسيّة تواجه صعوبات يوميّة وسط عدم اكتراث من قبل المنظمات
الانسانية، إذ يقطن المئات منهم في مخيمات النّزوح، البعض منهم يعاني الإعاقة منذ ولاته والبعض الآخر أصيبوا خلال القصف لتترك تلك الشظايا عاهة دائمة تغير حياتهم رأساً على عقب.
زارت كاميرا أطياف مخيم نوروز الواقع في ريف مدينة ديرك (المالكية)، رصدت فيها واقع عائلة حليمة سنجار، فمنذ 23 عاماً ولدت ابنتها أمل ومن ثم ابنتها نايفة 11 عاماًوأخيراً ابنها 4 أعوام، يعانون جميعاً من الشلل الدماغي وعدم القدرة على المشي والنطق.
تقول الأم “حليمة” أنهم لجؤوا إلى مخيم نوروز مع عائلتها وزوجها المريض قبل ما يقارب 6 أشهر، مشيرةً إلى أنّهم يحتاجون إلى رعاية مستمرة وعلاج والمستلزمات الأساسية للحياة “أصبحنا نقلّل من مصاريف طعامنا لنشتري الاحتياجات الخاصة لابنائي”.
وقالت حليمة أنه لا يوجد منظمات إنسانية أو طبية تعتني بحالة أبنائها لتقديم ما يلزم من كراسي متحركة وغيرها من وسائل مساعدة، وتضيف أن معظم وقتهم يقضونه داخل الخيمة الأمر الذي يتعب حالتهم النفسية أكثر.
الداعمة النفسية والاجتماعية زينب زبيدي تقول “يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصمة الاجتماعية وتم على أساسها استبعادهم من الحياة ومشاركتهم في المجتمع وبهذا يواجهون الكثير من الصعوبات بدءاً من الرعاية الأسرية وحتى اهتمام المجتمع فيهم، ويفيد تقرير منظمة الصحة العالمية أن هناك مليون شخص يعانون من الإعاقة بسبب الحرب الدائرة”.
صحفيّات سوريّات من مناطق عدة أعددن هذه المادة خلال مشاركتهنّ في مشروع “بُناة السلام” الذي يهدف إلى خلق مساحات مشتركة لتعزيز الحوار (السوري-السوري).