مجلّة بأقلامهنّ – العدد 2
“أنتِ” بكسر التاء لرفع الصوت
نتحدث دوماً من أجل دعم قضايا النساء في القوانين والأنظمة، ونرفع الصوت من أجل أن تصل إلى صنّاع القرار، فتواجهنا مشكلة أنّ معظمهم في الغالب صنّاع قرار وليسوا “صانعات قرار” إذ قلّما تصل النساء إلى الإدارة العليا كي تستطيع من خلالها تغيير الأنظمة والقوانين.
في الماضي، تم تشكيل أول برلمان سوري عام 1919 وفي سنة 1949 صدر قرار من حسني الزعيم بضرورة مشاركة النساء لأول مرّة، وتم توثيق القرار بدستور 1950 في المادة 38 كانت عبارة “الناخبون والناخبات هم السوريون والسوريات”، وفي الخمسينيات ترشحت ثريا الحافظ لمجلس النواب كأول امرأة يتم ترشيحها لكن لم يتم انتخابها ولم تحصل على مقعد، لكن عام 1971 حصلت النساء على 4 مقاعد في البرلمان لأول مرة، وذلك بعد 51 عاماً من تشكيل البرلمان.
ورغم ذلك بقيت نسبة النساء ضئيلة في المقاعد البرلمانية وفي التشكيلات الوزارية، فنسبة تمثيل المرأة في البرلمان 11%، وفي الحكومة كان 3 وزيرات من بين 31 وزيرًا بنسبة 9%، وبعد الحراك الشعبي وتشكيل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” كان بين أعضائه ثماني نساء فقط من بين 91 عضوًا أي بنسبة 9 %، أمّا في مناطق “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا تعد نسبة تمثيل المرأة من بين الأعلى إذ تبلغ 50% لكن يجري الحديث دوماً عن مدى فعالية النساء في هذه النسبة العالية وكيف يمكن تفعيل أدوراهنّ بشكل فعلي.
هذا الوصول المحدود للنساء جعل الكثير منهنّ يحجمن عن الدخول في الحيز العام بسبب العقبات التي تعترض طريقهنّ، كما أن هؤلاء النساء ما تزلن إلى اليوم تخشين من الوقوع ضحية التنمر أو الابتزاز أو التهميش، والقليل من النساء اللواتي يتابعن عملهنّ في الشأن العام تحت الضغط الذي يمارس عليهنّ.
ولذلك كانت مبادرة “أنت الصوت” لتشجيع الصحفيات والناشطات الإعلاميات من أجل دعم النساء اللواتي يناضلن كي يصل صوت النساء أياً كانت الوجهة وأياً كان الموقف، ولذلك خصصنا جزءاً من المبادرة لنكتب قصص نساء نجحن في الوصول إلى الحيز العام وأخريات ما زلن يحاولن، وأخريات مشينَ خطواتٍ وأخريات انسحبن في منتصف مشوارهنّ، تحدثنا عن قصصٍ من مختلف مناطق سوريا من نساء بدأن دراسة العلوم السياسية فواجهن مجتمعاً غير داعم، إلى نساء حاولن الوصول إلى قبّة البرلمان، إلى نساء يتدرّبن بخطواتٍ أولى على المشاركة السياسية.
هدفنا في “أنت الصوت” أن تكون الصحفيات هنّ الداعم الأكبر للعاملات في الحيّز العام ومن يناضلن ليكنّ في مراكز صنع القرار.
بقلم: فريق التحرير